اللغة العربية والتطور الحضاري (رؤية للمستقبل)

الملخص

يحاول البحث تقديم رؤية لمستقبل الدور الذي يمكن أن تضطلع به اللغة العربية في مسيرة تطورنا الحضاري المنشود، وقد اتضحت ملامح هذه الرؤية من خلال معالجة أربعة جوانب تتعلق بالشكل اللغوي الذي تواجهه هذه اللغة وهي: تضييق الهوة بين اللغة الفصحى والعامية، وتطوير التعليم وتعريبه مع الإشارة الى قضايا تتعلق بهذا الجانب مثل تعريب المصطلح العلمي وإعمامه، والترجمة والتأليف والنشر، وتعليم العربية لغير الناطقين بها

ويتعلق المجال الثالث بدور الإعلام بأنواعه المختلفة في النهوض باللغة الفصحى والتشجيع على استخدامها أما المجال الرابع فيتعلق بتوظيف التكنولوجيا المعاصرة والإفادة منها في خدمة اللغة الفصحى وإثرائها.

وقد أظهرت معالجة هذه المفاصل اللغوية أن مسألة النهوض اللغوي والتنمية اللغوية الشاملة يمكن أن تحقق قسطاً كبيراً من النجاح إذا ما توافر لها علماء مخلصون تتجسد فيهم الغيرة والالتزام حيال لغتهم، مع ضرورة التشديد على تسييس القضية اللغوية والإصرار على وضعها على سلم الأولويات في برنامج الأحزاب والتيارات السياسية والمنظمات الأهلية والرسمية؛ لأن كثيراً من القضايا اللغوية لن تحسم إلا بقرارات سياسية جريئة تنقلها من دائرة الأحلام والأمنيات إلى حيز التطبيق والممارسة.