الخليل خلال فترة حكم محمد علي باشا على بلاد الشّام 1831 -1840م
الكلمات المفتاحية:
الحكم المصري في بلاد الشام، محمد علي باشا، إبراهيم باشا، الدولة العثمانية، الخليل تحت حكم محمد علي باشا.الملخص
خلال العِــقد الثالث من القرن الثامن عشر وبخاصة عام (1831م) عاد تأثير الصّراعات الدولية إلى منطقة بلاد الشام، الأمر الذي جعل محمد علي باشا - والي مصر- يخرج على الدولة العثمانية – بدعـــمٍ ضمنيّ من فرنسا- ويحتل بلاد الشّـــام بما فيها فلسطين، التي أصبحت جزءاً من دولة محمد علي باشا التي أسسها في مصر، وبهذا تشكّـــلت وحدة إدارية جديدة مركزها دمشق. وتعد مدينة الخليل في جنوب فلسطين جزءاً من هذا الحُــكم، حيث سُـــلِّــــمت إلى إبراهيم باشا القائد العسكريّ المصريّ دون قتال، الذي عُــــيِّـــن عليها وعلى المناطق المجاورة حاكماً ليديرَ شؤونها، ويجمع الأموال المستحقة لصالح الحكومة المصرية. منذ ذلك التاريخ أَتْــبَــــعَ إبراهيم باشا مدينة الخليل إلى أِيــالة(1) يــافــا(2) - التي استحدثها وجعلها تضم مدن الرّملة(3) واللّــد(4) والخليل- ويُذكر هنا أن الحُــكم المصري كان قد أسس مجالس الشّورى في المدن الفلسطينية الرئيسة التي يزيد عدد سكانها عن ألفي نسمة لإشراكهم في الحُــكم، علماً بأنه لم يَـرِد أيّ ذكرٍ لمجلس الشورى في الخليل إلّا بعد توّسط علماء المدينة وأعيانها بين الأهالي وإبراهيم باشا، ثم أُبعدوا إلى مصر بعد هذه الواقعة. حاول إبراهيم باشا احتواء الأهالي والعلماء والتّــــجــــّار من خلال التسهيلات التي قدمها لهم في بلاد الشام، إلّا أنّ الانعكاساتِ الدوليةَ على سياسته وحاجته إلى الأموال، وعداء الدولة العثمانية له، وفرضه ضّرائب جديدة على السكان، والتجنيد الإجباريّ، ومحاولاته جمع الأسلحة الخاصّة بالأهالي، وتقليص نفوذ الزعامات المحلّية، إضافة إلى إعطائه تسهيلاتٍ لليهود والنَصَــارى في فلسطين، كل هذه الأسباب أسهمت في اندلاع الثورة عليه مبكراً، أي منذ عام 1834م، ومن تداعياتها عصيان أهالي مدينة الخليل، وإجهازهم على الحامية العسكرية المصرية في المدينة، ممّا اضطَـــّر إبراهيم باشا إلى القضاء على هذا التمرّد خلال لقائه الأول في مواجهةٍ وقعت في بيت جالا(5) وقَـــتـل فيها المئات من أهالي الخليل، ثم توجّه إلى المدينة للقضاء على ثورتها التي كانت تحت قيادة الشيخ عبد الرحمن عمرو، ومعاقبتها على احتضانها للثّـــوّار من المناطق الأخرى. أعطى إبراهيم باشا أمراً لجيشه باستباحة المدينة، فقام بسحَـــقَ المعارضين وقتلهم، واعتقل من بقي منهم حياً إلى درجة لم يبقَ فيها سوى الأطفال والعجزة. وخلال تلك الفترة زار الرّحالة الفرنسي ميشو Michaud مدينة الخليل، ووصف الطريق إليها والتجمعات البدوية المجاورة لها، والعادات والتقاليد فيها، كما تحدث عن المرأة البدوية وجمالها والمعاملة المجحفة بحقها، ثم انتقل للحديث عن معالم المدينة، والحياة الاجتماعية فيها. وتحدث كذلك عن الزراعة، كأشجار الكرمة والبلُّــــوط والخُّـــــــروب، وينابيع المياه العذبة، ولم يغفل عن الصناعات الخليلية وبخاصة تلك المرتبطة بالعنب، والصناعات اليدوية مثل الزّجاج والحُـلِيّ. كما زارها الرّحالة الأمريكي طومسون Thompson في نهاية فترة حُـــكم إبراهيم باشا عام (1838م) ووصَفَ المبانيّ والعَمارة فيها، وتطرق إلى الحديث عن السّـــكّـــان وقدَّر عددهم ما بين (7000-8000) نسمة، وأشار أيضاً إلى وجود ما يقارب (400) يهوديّ فيها، ورَصَــد برك المياه، وتحدث مُـــطوّلاً عن عنب الخليل والصّناعات القائمة عليه، وذكر رحيل المزارعين إلى مزارعهم خلال فترة فصل الصيف والإقامة فيها، غير غافل الحديث عن الصناعات الغذائية فيها وبخاصّـــــة العنب، والصناعات اليدوية مثل الزجاج والحُـلِي أيضاً، الأمر الذي يُـــــعدّ توثيقــاً لتاريخ مدينة الخليل الاجتماعيّ والسياسيّ والصّناعيّ في فترة مبكرة.
التنزيلات
منشور
كيفية الاقتباس
إصدار
القسم
الرخصة
- الالتزام التام بأخلاقيات البحث العلمي.
- الالتزام التام بحقوق الملكية الفكرية.
- حقوق الطبع والنشر تؤول للمجلة.
- الحصول على موافقة المجلة لإعادة نشر البحوث أو ترجمتها.
- الالتزام التام بتعليمات هيئة تحرير المجلة.