الواقعية السحرية في شعر سيف الرحبي (رأس المسافر أنموذجاً)

الملخص

الواقعية السحرية والتصوّرات الخارقة للطبيعة في الأدب العربي الحديث أخذت دوراً هامّاً في تشكيل النص، وليس ذلك إلّا للتعبير عن حياةٍ تمنّاها الشاعر أو كان يتمنّاها أو للهروب من الواقع المعاش. فقد مُزجت الواقعية بالسحرية والطبيعية بغير الطبيعية في الأحداث الإنسانية بأشكال مختلفة سنكشف عنها في ديوان “رأس المسافر”. سيف الرحبي شاعر عماني، مزج الواقع بغير الواقع، والسحر بالخيال لخلق فضاءات سحريّة. هذه المجموعة تحتوي عناصر الواقعيّة السحريّة، وقد وظّف الشاعر السحر، والوهم والخيال، والأسطورة والرمز. فأصبحت هذه الظاهرة إشكالية الباحثين ودرجوا على تناولها من زوايا عدّة وهي القضايا ذاتها التي ستخضع للبحث وكذلك كيفيّة استخدام هذه العناصر من قبل الشاعر. انطلاقاً من هذا؛ يقوم هذا البحث علی أساس منهج وصفي- تحليلي لكشف الواقعية السحرية والقضايا العجائبية في ديوان “رأس المسافر” ويمكن القول إنّ الرحبي إلی جانب تصوير القضايا الواقعيّة، استخدم العناصر السحريّة والخيالية في الديوان استخداماً ناجحاً حينما يواجه الأحداث غير الواقعية لا يفاجيء القارئ بل يقبلها ويصدّقها؛ لأنّ الشاعر يقف محايداً تجاه الأحداث الخارقة للعادة، ومن خلال هذه الّلغة العجائبية يعبّر عن خلجات نفسه وينظر إلی القضايا السياسية، والاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات العربية نظرة نقدية باستخدام تقنيات مختلفة كمزج عناصر الواقع والسحر والخيال وخرق الحدود بين العالم الواقعي والسحري.