العدد الحالي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
والحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على معلم البشرية، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،،،
ففي زمن تتسارع فيه التحوّلات، وتشتد الحاجة إلى العقل النقدي والفكر البنّاء، تظل الكلمة الصادقة، والبحث الرصين، والهوية العلمية الراسخة، منارات نهتدي بها في مسيرتنا الأكاديمية والوطنية.
تأتي هذه المجلة لتكون منبرًا للفكر المسؤول، وجسرًا يربط بين الماضي العريق والمستقبل الواعد، إننا نؤمن أن البحث العلمي ليس ترفًا فكريًا، بل هو ضرورة وجودية لأمتنا، وسلاح فاعل في معركة الوعي، والتنمية، والبقاء.
ستكون هذه المجلة حاضنة للباحثين، ومنصة للنقاش الحر المسؤول، ومجالاً رحبًا لتلاقح الأفكار، انطلاقًا من انتمائنا الصادق لقضيتنا العادلة، والتزامنا برسالتنا المعرفية.
ونأمل أن تكون المجلة منارة فكرية نعتزّ بها، وصرحًا علميًا نحرص على أن يظل متألقًا في سماء المعرفة، وصوتًا وطنيًا نقيًا يحمل في طياته روح فلسطين، وعبق تاريخها، وأمل مستقبلها.
إنّ البحث الرصين، والفكر الحر المسؤول، من أدوات نهضتنا، وأُسس بقائنا، وجسر عبورنا نحو غدٍ أكثر عدلاً وكرامة.
ففلسطين، التي علمت العالم دروسًا في الصبر والمقاومة والتمسك بالحق، تستحق منا أن نبني لها مؤسسات بحثية قوية، ومشاريع فكرية أصيلة، تحفظ الذاكرة، وتؤسس للمعرفة، وتدافع عن الحقيقية وسط ضجيج التشويه والتزييف.
إن هذه المجلة، التي تسعى جاهدة إلى احتضان الأقلام النزيهة، والعقول النشطة، والطروحات الجادة، تمثل اليوم رسالة نهوض حضاري، ومنصة للباحثين لتعزز من ثقافة الحوار، وتدعو إلى التفكير النقدي المنفتح.
ولا يخفى على أحد ما يمر به وطننا من تحديات جسام، تتطلب منا جميعًا أن نرتقي بأدائنا، ونُحسن أدواتنا، ونؤمن بأن الكلمة الطيبة، والفكرة النيرة، والمعلومة الدقيقة، هي جزء لا يتجزأ من معركة التحرر والبناء.
إننا، في رئاسة المجلة، نؤكد التزامنا المطلق بالحفاظ على استقلالية الخط التحريري، والنزاهة العلمية، والتنوع الفكري، والانفتاح على مختلف المدارس الأكاديمية دون تعصب أو انغلاق، ساعين في ذلك إلى بناء جيلٍ فلسطينيٍّ قادرٍ على الإنتاج العلمي، متجذرٍ في قيمه، منفتحٍ على العصر، طامحٍ إلى التميز.
وسيكون في المجلة من البحوث والمقالات والدراسات التي تعكس ثراء فكر كتابنا، وتنوع اهتماماتهم، وعمق انتمائهم.
ختامًا، أتوجّه بالتحية والتقدير لكل الذين أمدّونا بمساهماتهم، ولكل من آمن بأن الكلمة الحرة تساوي طلقة وعي، وأن النشر الجاد مقاومة من نوع آخر.
بارك الله فيكم، وسدّد خطاكم، وجعل من حروفكم نورًا وهدايةً ووعيًا.
أ.د. معتصم مصلح
المجلة الفلسطينية للتعليم المفتوح